السيد محمود الغريفي

في الأسبوع القادم تمر علينا مناسبة تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المكرمة أو المشرفة ولهذه المناسبة عنونا مقالنا بهذه الكلمة التي أطلقها الفقيه الراحل والقائد المجاهد الإمام الخميني (قدس الله نفسه الزكية) والتي أطلقها من عمق النصوص الإسلامية لأيمتنا الأطهار عليهم سلام الله والذين نصوا على أن كربلاء أشرف البقاع ومنها يتوجه الإمام المصلح والمنتظر المنقذ لتحرير القدس من براثن اليهود والنواصب الذين يحيطونها من كل جانب..
طريق القدس يبدأ من كربلاء.. هي تهنئة للمسلمين كافة وتلويح بالفرج والنصر..
وهي تعبئة لتحقيق هذا الغرض إذ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..
وهي بشرى ما خصنا الله به من أنه تكون أرض الحسين(ع) مركز لميزان العدالة الإلهية على وجه الأرض وخاتمة الكون السعادة من أرض الحسين(ع).. الذي قال وهو يخرج لخوض معركة يوم عاشوراء:(ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا طالحا ولا مفسدا ولكني خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي.. خرجت لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي..)..
وعلى هذا المدار والأساس لابد ,ان تدور الأمة الحسينية وهي تعيش هذه الذكرى والمناسبة..
الصهيونية ستزول والحقد اليهودي سينتهي.. ومن ينهيه العزة الحسينية والأمة الحسينية..
وهذا المكون تصنعه كربلاء، ولا غير كربلاء يصنعه بقدر ما تصنعه كربلاء..
فعلى الأمة التي تبحث عن عزتها في هذه المناسبة أن لا تفرط في كربلاء الأرض والرمز وتعيش انتمائها وحجها إلى هذا المقصد، والاعتراف بحجمها وإنها هي لا غيرها أرض المسلمين.. وأي مسلم أراد فلسطين والقدس فلابد وأن يختار كربلاء مركز لحركته وموقعا لمنطلقه وجوهرا لانتمائه وإلا فلن يصل إلى مقصده فلسطين والقدس، فليست كل الطرق تؤدي إليها بل طريقها يبدأ من كربلاء..
فهنيئا لمن يقصدون كربلاء دائما، وهنيئا لمن يعرفون قدر كربلاء، ووفقنا الله لذلك المقام إنه ولي التوفيق..