قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات
 
بكتك العيون كما بكيت الحسين ... ياجداه..!
حسين عبدعلي مهدي - 2008/08/22 - [الزيارات : 5633]

تمر علينا هذه الأيام ذكرى مؤلمة على قلوبنا ، ذكرى الأربعين لخادم الإمام الحسين (ع) ، إنها بحق ذكرى حزينة مفجعة ، كيف لاتكون كذلك ، فالفقيد إنسانٌ عظيم ، وشخصيةٌ بارزة ، وصرحٌ شامخ ، وأنموذجٌ رائعٌ فريد في الوفاء والتضحية ستظل تذكره أجيال النعيم جيلاً بعد جيل . نعم ، إنه بكاء الحسين (ع).

إليكم بعضاً من مقتطفات حياته الكريمة ، بدءً بحياته مع عائلته ، مروراً بالفريق الذي احتواه ، ومن ثم إلى منطقته العزيزة ، وأخيراً حياته مع مأتم الوسطي الذي أفنى جل حياته خادماً له .

لقد كان المرحوم الحاج مهدي ( رحمه الله تعالى ) أباً حنوناً عطوفاً رحيماً بكل ماتحمله كلمات الحنان والعطف والرحمة من معنى ، فقد كان رحمه الله يحب الأطفال ويعطف عليهم، ويستغيض لبكائهم وصياحهم ، ودائماً مايكونون المقربين اليه ، فما إن يسمع رحمه الله تعالى بمولودٍ للعائلة حتى يستهل فرحاً بهذه البشارة ، ويقوم هو بنفسه بإقامة مراسيم الولادة من أذان وإقامة . وعندما كان يجالسنا ، كانت البسمة دائماً لاتفارقه ، يقابلنا بوجه رحب مسرور يذهب عنا كل هم وغم ، يوصينا دائماً بحضور المأتم والمسجد . هذا ، ورغم انشغاله الشديد بأمور المأتم الذي كان يترأسه فإنه كان يحسن تنظيم وقته فيمنح أسرته نصيبهم من رفقته وحنانه، مؤدياً واجبه الأسري على أكمل وجه دون تقصير .

أما عن دوره في المنطقة ، فكثيرا ما ارتبط إسمه بإسم النعيم ، فما إن تذكر النعيم الا ويذكر بجانبها إسم الحاج مهدي، لدوره الفعال فيها ، ولحياته المفعمة بالخير والعطاء التي أفناها في سبيل خدمة النعيم وأبنائها . بدايةً بمجلسه اليومي الذي كان ( رحمه الله ) يفتحه عصرية كل يوم ، فما إن تدق الساعة أجراسها معلنة الساعة الرابعة ، حتى تجد أبناء الحي (الفريق) بشتى أعمارهم الصغير والكبير ، الشاب والطاعن ، تجدهم يسارعون لحجز مقعدٍ لهم في ذلك المجلس الصغير بحجمه الكبير في عطائه ، لتبدأ محادثاتهم (سوالفهم ) الشيقة والممتعة التي يرفهون بها عن أنفسهم ، ويتطرقون فيها للأمور المتعلقة بأوضاع الحي والمأتم والمطبخ التابع له.

وفي شهر رمضان ، فكان رحمة الله عليه مواظباً على حضور مجالس الذكر والقرآن في كل ليلة من ليالي الشهر ، فما إن يُكمل رحمه الله فطوره ،حتى تجده قد هيأ نفسه للمسير لحضور المجالس، كمجلس بيت التيتون ، ومجلس الحاج عبدالهادي (أبوصلاح) ، والمأتم الوسطي ، ومجلس الحاج عبدالله حماد، بل وإلى أبعد من ذلك ، إلى فريق الشرق والغرب كذلك ، غير مكترثٍ ببعد المسافة وطول المسير الذي سيسره رغم كبر سنه والمرض الذي كان يعانيه ، غير أن ذلك لم يثنيه عن التواصل مع أهل منطقته في هذا الشهر الفضيل ، وكسبان الأجر والثواب متناسياًً كل آلامه وأوجاعه .

وأما عن حضوره المجالس والمآتم الحسينية ، فقد كان رحمه الله أحد مؤسسي مأتم النعيم الوسطي وترأسه لعدة سنوات، حيث ظهرت فكرة قراءة شهر محرم الحرام في مسجد الشيخ يعقوب في سنة 1965م ، الذي كانت بداية تأسيس هذا المأتم بوجود عادة حسينية تقام في المسجد ليلة الجمعة ، و كانت المصاريف تدفع عن طريق مساهمات من الشباب بنصف دينار . فتم بعدها طرح فكرة إيجاد أرض تخصص لمأتم النعيم الوسطي من قبل المرحوم الحاج عبدالله المرخي التي لاقت استحسان الجميع ، فتم شراء أرض المأتم الحالية من عند الحاج أحمد بن عبدالله بقيمة ألف دينار تم جمعها من أهل المنطقة ، وسجلت الأرض لاحقاً باسم ماتم النعيم الوسطي . وقد أشرف على جمع التبرعات والبناء كل من المرحوم الحاج مهدي عباس والحاج أحمد انصيف والمرحوم الحاج عيسى البصري والمرحوم الحاج عيسى درويش والمرحوم الحاج عبداللطيف شمسان ،و الحاج أحمد الزاير ، والحاج مهدي شمسان ، والحاج حبيب علاوي ونخبة مؤمنة من أهالي المنطقة . وفي عام 1973م وفي شهر محرم بالتحديد تم إفتتاح المقر الجديد للمأتم ، وكانت عملية إعداد الغذاء والضيافة تتم في أرض ملاصقة لمنزل المرحوم الحاج مهدي مهدي عباس .

وفي أثناء رئاسته لمأتم النعيم الوسطي ، تكفل رحمة الله عليه بإدارة شؤون الماتم ، بدءَ بالخطباء ، فهو المتكفل بالإتصال بهم سواء في عشرة محرم او في بقية وفيات الأئمة ومواليدهم (ع)أو في ليالي الجمع . وعن وجبة الغذاء أو العشاء التي توزع بعد قراءة الخطيب ، هو كذلك رحمه الله يتكفل بتجهيزها ، حيث يأمر الشباب بشراء الأغراض اللازمة للطبخ . وقبل حلول شهر محرم بأسبوع ، كان يأمر الشباب بتركيب السواد . وفي عشرة محرم ، يقوم رحمه الله بحث الشباب على حضور الموكب الحسيني ، وكذلك يقوم بجمع التبرعات من أهالي الفريق لشراء حاجيات ومستلزمات المأتم والمطبخ ، كان يعمل كل ذلك برغم مافيه من فقدان للبصر وتدهور في الصحة ، إلا أن كذلك يهون في خدمة الحسين (ع).

وقد عُرف رحمة الله عليه بكثرة بكائه ونحيبه على الحسين وأهل بيته (ع) حتى لقبوه (ببكاء الحسين (ع) ) ، فما أن يبدأ الخطيب القراءة ويستهل قراءته بذكر الحسين ، حتى يرتفع صريخه ويعلو نحيبه وتنذرف درموعه ويتعالى صوته (حسين يحسين ) فلقد حقاً ( بكتك العيون كما بكيت الحسين (ع) ) . لم يفارق المأتم قط ، فقد كان ملازماً له طوال حياته حتى وهو في المستشفى كان يطلب الرخصة من أجل حضور مأتم الحسين . هكذا عرفناه ، أحب الحسين بقلب صادقِ نابض .

ولقد عانى رحمه الله طوال حياته بمرض القلب وفقدان البصر ، اللذان لازماه معظم أيام حياته ، من مراحل شبابه حتى أن اختاره الله تعالى . عاش صراعاً كبيراً مع هذين المرضين ، أجبراه للسفر إلى بلدان بعيدة كالهند والأردن طلباً للشفاء، وقد لا يكاد أحدٌ من العاملين في مستشفى السلمانية لا يعرف الفقيد الغالي لكثرة زيارته للمستشفى ، فقد كان يزوره بشكل أسبوعي بطلب من الأطباء ، الى ان تدهورت صحتة كثيراً في آخر ايام حياته ، حتى اختاره الله الى جواره في يوم الجمعة صباحا الموافق 11/7/2008 م ، لتُفجع النعيم بهذا الخبر المؤلم ، لتشيعه حشودٌ كبيرة من ابناء النعيم وخارجها الى مثواه الاخير بمقبرة النعيم.

فرحمك الله ياجدي ، وأسكنك الفسيح من جناته ، إنه على كل شيء قدير .

كلمة وفاء من الفقيد إلى أهل المنطقة

لقد ترك المرحوم الحاج مهدي بعد رحيله هذا الصرح الحسيني الصغير في حجمه الكبير في عطائه ، فنكون أوفياء في السير على خطاه بملازمتنا في خدمة هذا الماتم وذلك بحضورنا الفعال في مناسبات أهل البيت (ع) ، وبذل العطاء في إقامة مواليد ومصائب أهل البيت (ع) ، كما كان فقيدنا الغالي خادماً للإمام الحسين (ع).

جداه ... سنفتقدك جسدأ ، لكن روحك ستظل بيننا ، نستلهم منها عناوينَ كثيرة ودروساً عظيمة في كيفية حب الحسين ، والبكاء على الحسين ، والسير على خطى الحسين (ع).

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق
مهدي عبد الغني مهدي
التاريخ :2008-08-22
جداه .. سيظل صدا صوتك حاضراً بين أبنائك و أحفادك و أخوانك

جداه .. علمتني كيفية التعلق بالحسين (ع) و مأتم الحسين (ع) و أهل بيته جميعاً (ع)

جداه .. هنيئاً لك هذه المنزلة التي حصلتها، هنيئاً هنيئاً هنيئاً


جداه .. أنت نبراسٌ و شمعةٌ و مثالٌ يحتذى به عند أبنائك كنت الأب الحنون و الجد العطوف لا زال صوت بكائك يرن في اذنيّ و كلمتك المعهودة مسموعة ( عوده )

جداه .. رحمك الله !
زهراء
التاريخ :2009-07-10

الموت حق علينا و كلنا راضين ..

الكلمات رائعة ، بصراحه جدا روعة ..

الله يرحمه ان شاء الله ويغمد روحه الجنة ..

والله يتقبل جميع اعماله يارب .. يارب ..

مرضه أثناء فترة حياته .. لا يعني ضعفه ، فكل القصص الي رويتها تحكي بطولات ٍ وتحدياتٍ عظيمه ..

بالفعل ... " انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء "

اليوم يكون قد مر سنهٌ واحده من وفاته منذ 117 2008

لاتحزن .. البركة فيك كأحد احفاده والبركه في ابنائه وبناته و اولادهم ..

تمنيت اعرف المرحوم من كلامك عنه ..

اللهم ارحم موتانا وموتى المؤمنين و المؤمنات ..

وكما قلت " سنفتقدك جسدأ ، لكن روحك ستظل بيننا ، نستلهم منها عناوينَ كثيرة ودروساً عظيمة .. "

تذكر تلك الروح الطيبه المعطاءة .. و تذكر البسمة التي لا تفراقه ..

احتفظ بهذه الذكرى .. احلى ذكرى

ما شاء الله عليك ملم بجميع الاحداث المرتبطة بالمرحوم طوال فترة حياته .. عيني عليك باردة

يعطيك العافية و في ميزان حسناتك ان شاء الله على هذا المجهود ..

اكيد كانت كتابتك للمقال تحرق قلبك على فقيدك الغالي ..

لكـــن مجهودك لن يذهب سدى

اخيرا ..

نِعمَ الجد الذي ربى ابناءاَ ً بارين وأحفادا ً مخلصين ..

 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م