الحج الولائي

     قد يبدو هذا العنوان طارئا على لغة الناس الذين عرفوا الحج من يومه وما أضيف إلى قاموس مصطلحاته إلا كلمة (الحج الإبراهيمي) ولكن (الحج الولائي) ربما يكون الناس غير مسبوقين به، ولا أريد أن أقول أن هذا المصطلح هو من ابتكاري إذ لا حق لنا في الابتداع مادام النص قائما ومقدما لكل ما يحتاج إليه البشر، وهذا المصطلح (الحج الولائي) هو مصطلح منتزع من الأخبار والروايات العديدة الواردة بطرق مختلفة عن عدة من المعصومين (عليهم السلام) ومفادها: إن الناس كانت تنعت لهم كثرة الناس في الحج فكانوا (عليهم السلام) يقولون: (كانوا يفعلونها في جاهليتهم.. إنما أمروا أن يأتوا إلينا أهل البيت فيطوفوا حولنا أو إلينا ويعلمونا ولايتهم لنا وبراءتهم من أعدائنا)..
وهذا هو باختصار الحج الولائي.. الحج الذي يكون في ولاء أهل البيت (عليهم السلام) والبراءة من أعدائهم واضحة ومتجلية طيلة أيام الحج والزيارة بحيث يكون للحج طعمه بلغة أهل البيت (عليهم السلام) الذين هم الأصل والميزان والصراط المستقيم.
أما كيف يتحقق ذلك وكيف يتكون هذا الشعور في هذا الموسم الذي يجمع الأضداد والمتناقضات فذلك لا يكون إلا بالجهود المبذولة من قبل الجميع، مراكز التوعية قبل الحج وكذلك مواقع التوعية في الحج، ومن خلال البرامج التي تقدمها قوافل الحج بهمة الإرشاد الديني ولجان الثقافة والإعلام، وكذلك من خلال مشاركة الحاج في تلك البرامج وتوجهه للكلمات يمكن أن نحقق جميعا الحج الولائي، وإذا أخفق الجمع فالفرد ينبغي أن يحتفظ بتلك اللغة وإن كان لوحده، ويكون داعيا لهم بغير لسانه.