قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
المتهمون مع المشيمع اثنان ورابعهم حمار
شبكة النعيم الثقافية - 2009/01/29 - [الزيارات : 5185]

المتهمون مع المشيمع اثنان ورابعهم حمار


كريم المحروس
29/1/2009م

لم تعرف قرى البحرين وسيلة نقل عامة تسمى (الباص) إلا في مطلع القرن الماضي، حيث كانت (كواري) الحمير الوسيلة المتاحة عند كل المزارعين في الشريط الشمالي لجزيرتنا وجنوبها الشرقي.

وبعد عقود ثلاثة من دخول (الباص) سوق العمل مستبدلا بـ(كواري) الحمير؛ شاءت الأحوال أن يكون ابن إحدى القرى الشمالية أول سائق قروي يقود (باص) والفرحة تغمره ومن خلفه حرمه المصون.

عند مجرى مياه عين عذاري، اجتمع فضول نساء القرية حلقة حول زوجة السائق المحظوظ وكل واحدة منهن تحنوا عليها لكيما تنفرد بمعرفة وإشاعة معنى هذه الوظيفة جديدة العهد بأهل القرية .. لا مناص من البوح بعنوان الوظيفة والرضوخ لضغوط حلقة النهم النسوي .. صاحت الزوجة فيهم والفخر يعم أوصالها: زوجي يشتغل حمار باص!.

(حمار باص)؟! .. مسكينة هذه الزوجة الأمية .. لم تسمع باسم الوظيفة الجديدة من قبل، فاستوحت من بيئتها النصف الأمامي للـ(الكاري) وألحقته بوصف مهمة زوجها ، واستبدلت لفظ النصف الخلفي للـ(الكاري) بـ(الباص)، فاستخرجت المعنى بـ(حمار باص). ولو سمع أهل زوجها بهذا المسمى لاستهجنوه ونالوا منها. ولكن العيب مدرك، إنه ظرف الجهل والأمية التي نالت من الجميع في دور العزلة بعد التحولات التاريخية في جزيرتنا.

تصور الكثير من الفاعلين سياسيا التصعيد الأمني وحوادث اعتقال المشيمع وأخويه بتصور الزوجة الأمية المنتزع من وحي بيئتها الزراعية الفقيرة التي تجهل تفاعلات عالم آخر أكبر من عالم القرية ووظيفة سائق (الباص) ، فجاءت بياناتهم ووساطاتهم من وحي بيئتهم الفكرية التي لم تميز القراءة الصحيحة لحجم الكارثة التي كان من طليعة حوادثها تحولات كرزكان وما تبعها من حوادث أخرى كان من نتائجها اعتقال مجموعة الحجيرة والمشيمع وأخويه. فاختزلوا كل الحوادث في حادثة الاعتقال الأخيرة ، وتفاعلوا معها وعقدوا جلساتهم الطارئة ثم توالت البيانات والوساطات ينطح بعضها بعضا! . وكأن الحوادث السابقة لاعتقال المشيمع وأخويه وأسبابها لم تكن تستحق كل ردود الفعل والوساطات هذه .. ألأجل عيني المشيمع ألف عين تدمع؟!

يقول البعض بأن مثل هذا الرأي غير صحيح وفيه الكثير من الإجحاف أو التجني ، لأن الموقف الراهن عند رموزنا وقادتنا من قضية المشيمع وأخويه واضح وجلي ورشيد وحكيم ، أتى من وحي خططهم الاستراتيجية في التعاطي مع السلطات، ولا يجوز عليهم الزج بكل الطاقات والخبرات والمؤسسات وكشف كل الأوراق في أمر لا يعدو كونه أمرا أمنيا يسهل معالجته. وأما بيئة التفكير عندهم فعالية جدا وأسقفها لا تطال، ولكن لا يجوز أن يَجُر المشيمع من خلفه كل الاستراتيجيات إلى تصانيف تكتيكية . فالمشيمع لا يعدو كونه ناشطا يبتغي من دوره هذا إحراج السلطات بوقائع أمنية يسهل توظيفها في خارج البلاد فقط !.. هم يدركون وظائفهم وألفاظها ومسمياتها، ويدركون كامل معانيها بلا (حمار) .. فالوظيفة (سائق حافلة) وليست (حمار باص)!.

هنا تتخير الأذهان سريعا بين صفة (النفاق) أو (الجهل) بحكم واقع الحال. فالناس قُتّلت واعتدي على أمنها الاجتماعي، واستُبدل المجنسون بهم وبوطنهم، وأحيل اقتصاد بلادهم إلى اقتصاد أمنى يشبه اقتصاد كنائس عهد ملكيات عهد القرون الوسطى في أوروبا. ثم يُدعى الناس إلى المشاركة في عملية سياسية لدفع الضرر، وأي ضرر لحق بالناس من بعد المشاركة لدفع الضرر ، ألموقف دفع الضرر (الاستراتيجي) هذا من خير بعد كل هذا الحيف؟!.

وفي أحسن الأحوال يلتجئ الناس لحسن الظن فيرون المعالجة كانت على صفة (مواربة) و(تورية) متقدمة على أمر (استراتيجي) كبير . وما دور المشيمع فيه إلا (تكتيك) جزئي.. ولكن واقع الحل يشكو حوادث جمة ، والبلاد على شفير حرب طائفية تهيأت لها كل أدواتها وبيئتها الأمنية والفكرية والاجتماعية ، وكان من بينها: حملات التجنيس الطائفي المشبوهة ، بناء زعامات سنية طائفية بديلة عن الزعامات السنية الوطنية ، بناء أجهزة أمن وتطوير وظائفها بما يلائم خطة استبدال عظيمة، سن القوانين المجحفة بحق المواطن كقانون الإرهاب البديل عن قانون أمن الدولة ، الاستعدادات الكبيرة لترسيم مؤسسات الإرشاد الديني والوطني، إحكام الخيارات السياسية والأمنية بمخططات الحصر السياسي في الأمني المقيت .. والقوم فينا ما زالوا يدّعون بيننا: إننا نرى ما لا ترون ، فترجون ما لا نرجو ، ولكل ساعة أمرها ، وما حدث إلا اعتقال ساعة وتنفرج (ويوم وينكضي). وفي السر نسمع: أن السلطات لا تبغي هيمنة سنية فذلك ليس من صالحها وإخواننا السنة يدركون ذلك ، كما لا تبغي هيمنة شيعية فذلك أيضا ليس من صالحها .. يهمها التوازن الاجتماعي الطائفي لصالح استقرار حكم العائلة. وكلما اختل التوازن الطائفي في جزيرتنا؛ تظاهرت سلطاتنا بما تتظاهر به الآن . وان شُنت الحرب الطائفية في أسوء الأحوال فلا منتهى إليها إلا صناعة واقع الحال الطائفي المتوازن .. كل العمدة في جيش التوطين والتجنيس، وما علينا بإزائه إلا معالجة هواجس السلطات الأمنية وذلك بالتدخل الإعلامي حينا والوساطة حينا آخر، وبالقليل من الاحتجاجات التي لها بعد دعائي قيادي رمزي، ولنذهب بريح خطة بناء جيش المجنسين ونكفي المؤمنين شر قتالهم بمسيرة!

حيرة وما بعدها حيرة ، فإلى أين المسير أمام أحكام هذين الرأيين من بعد مثال واقعة (حمار الباص)؟!

قيل مرة لبعض أتباع العارف الحلاج أن حلاجكم هذا قد كفر بقوله (ليس في جبتي سوى الله) ولا حجة بيّنة له ، فكفره صريح واستحق الإعدام . فأجاب أنصار الحلاج: إن القوم لم يفقهوه، وإن القول قوله وفوق إدراك عقلاء مجتمعه وقادته . فسُئلوا: وكيف ذلك؟ . فأجابوا: لقد عني بقوله هذا أمرا حين كان يجود بنفسه في عالم الكشف والشهود لا في عالم الوجود والعقل . فوجب على مجتمعه أن يحاكم قوله بعد أن يتصعد هذا المجتمع معه من الأرض إلى عالم الكشف والشهود!

ربما لم نفقه القائلين بحمار (الباص)، ولم نفقه القائلين بالصبر على ساعة اعتقال المشيمع واخوته فستنقضي وتزول ، ولم نفقه المؤدى الذي ستصل إليه الجدية في عملية استبدال قبائل بلاد أخرى بشعب جزيرتنا ، ولم نفقه شيئا في (الإستراتيجيا) أو نميزها عن التكتيك ، لأن الدعوة في هذه الأقوال جاءت في عالم الكشف والشهود الذي ينبغي علينا السفر إليه بمداركنا وعقولنا حتى نحاكمها هناك!.

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م