قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات الأستاذ حسين المحروس
 
عبدالله في أرامكو «الحلقة الثالثة»
شبكة النعيم الثقافية - 2009/05/01 - [الزيارات : 6343]

أهل البحرين في أرامكو «الجزء الأول»
عبدالله في أرامكو «الحلقة الثالثة»


طقوس اليوم
يعرفون أنّه سيخرج عليهم غاضباً من شرفة بيته، وأنّهم سيغادرون يحملون كرة القدم الصغيرة مثل كلّ يوم لكنهم يعودون، يلعبون، يتلاسنون، يضعون خططاً ليس لها زمن ويلعبون، ينسون. يخرج عليهم بإزاره وقميص نومه، نظارته الطبية، عينيه الصغيرتين، ووجهه المحمرّ في أقصى مراتب الجدّة. يصرخ "" ياوليدات.. هذا ليس مكان اللعب. روحوا مكان آخر"". يسكت فيهم اللعب. يحملون الكرة. يغادرون. يأتون في اليوم الثاني لأنهم ينسون.
كم كان يحبّ لعبة كرة القدم، والمصارعة الحرّة حدّ الهوس لكنّه لم يلمس الكرة، ولم يصارع غير طموحاته منذ الصغر. أن تعشق الشيء لا يعني أن تلمسه. لا يعني أيضاً أن لا تصارعه.


عبدالله «الوطني»
بعد أن أنهى عبدالله دراسته المكثفة والمتقدمة في ""بابكو"" عوالي عاد لوظيفته السابقة في ""أرامكو"" رأس تنورة، وهي تعليم الأميين من العاملين.

خارج الوظيفة نشط عبدالله في المطالبة بحقوق العمال في كل من بابكو، وأرامكو. أسس لجنة عمالية منظمة لحقوق العمال. يتذكر عبدالله أنّه ""في أيام أحداث بابكو العمالية ألقيتُ محاضرة في مأتم بن رجب في المنامة. قام شخص من عائلة العريض وصرخ ""عاش الوطني"" فلحق بي اللقب والعائلة بكل فروعها. ومنذ ذلك اليوم صرت عبدالله الوطني"".

لم يبقَ الوطني كثيراً في هذه الوظيفة، فقد رشحته أرامكو لوظيفة جديدة هي ""مدير الترفيه"". يروي الوطني أنّه يتابع شؤون العاملين في أرامكو وقضاياهم المختلفة، ""وحدث أن سجنت أرامكو شابا عراقيا يدعى ""عبد العزيز"" لأسباب لا أذكرها الآن. في هذه الفترة زارنا الملك سعود بن عبدالعزيز وكان حينها ولياً للعهد [1]. التقيت به مندوباً عن لجنة العمال فقال لي ""أنت لست سعودياً.. أنت تتحدث الإنجليزية""؟ فأجبته ""نعم أنا من البحرين"" فقال"" ما رأيك لو تصحبني مترجماً لي"" فقلت له ""طموحي عندك أكبر من هذا كله"" فأمر لي بمبلغ جيد:
- كم كان؟
- هههه لا أذكره يا وليدي.
- صدق صدق.. كم كان؟
- هههه والله ما أذكره.
- ما هو الطموح الأكبر؟
- حدثته عن ""عبد العزيز"" فأمر بإطلاق سراحه وإعادته إلى العمل. منذ ذلك اليوم يبالغ عبدالعزيز في احترامي ويستقبلني مثل نبي هبط من السماء.
- لم توافق على عرض الملك سعود؟
- هو عرف أنّي لا أريد ذلك.

مدير «الإسكان»
جديد ومهم جداً: مسؤول الإسكان. كيف حدث ذلك؟ يقول الوطني ""أقالت أرامكو مسؤول الإسكان السابق ويدعى ""محمد المعلم""، سعودي الجنسية كان مسؤولاً عن مراقبة وصيانة سكن آلاف العاملين، توزيع البطانيات عليهم، المفارش، الوسادات، وأثاث الغرف اليسير جداً، الذي لا يتجاوز كرسيين، طاولة شاي، وسريرين لكلّ غرفة. لقد تمّ تعييني في وظيفة مسؤول ""الترفيه، ثم مدير ""الإسكان"" كلّه.

مساعد الوطني في هذه الإدارة السيدعلي حبيب قريش[2] نفى أن تكون أرامكو أقالت سعوديا وعيّنت بحرينيا في وظيفته. يقول قريش ""نظام أرامكو منذ أن تأسست هو إحلال السعودي المدرب محل الأجنبي. وهو نظام وجدته يطبق بقوة حتى لحظة رحيلي من أرامكو. لقد تمّ ترشيح عبدالله الوطني ليكون رئيساً بعد مغادرة المسؤول الأميركي . بحثوا عن بديل له فلم يجدوا غير الوطني، لقوة شخصيته، ولكونه إدارياً منظماً، وللغته الإنجليزية الجيدة. وعندما تأهل شاب سعودي اسمه ""محمد المعلم"" لوظيفة الوطني حدث الشيء ذاته"".

ثقب الذاكرة
قال قريش ذلك مصححاً لثقوب ذاكرة الوطني في هذا الأمر. إنّها الذاكرة وهذه بعض ثقوبها والخروق التي تعتريها. الاسم ""محمد المعلم"" هو ذاته لم يغب عن ذاكرة الوطني. لكنه لم يكن في خلاياه الزمنية الصحيحة في الذاكرة، أو ربّما لأنّ استدعاء المعلومات المخزنة في تلك اللحظة لم يكن موفقاً. لكني سأميل أكثر إلى تلك القوة التي تفرضها بعض المشاهد والأحداث على الشخص بحيث تبقى في ذاكرته إلى الأبد، فحسب رواية قريش أن أرامكو عيّنت ""محمد المعلم"" السعودي الجنسية في منصب الوطني. حدث مثل هذا يطغى في الذاكرة أكثر من أي شيء آخر. وقد يحتلّ مكانة واسعة في الذاكرة فيأتي في مقدمة السيرة ""دخول الوطني إسكان أرامكو""، وكان من المفترض أن يأتي لحظة حديثه عن مغادرته. هذا إذا أخذنا في الاعتبار حرص الكثيرين على إعادة سيرهم وفق التسلسل الزمني المنطقي، مع أنّ هذا لا يحدث في الحياة.

سكّان أرامكو
ينقسم إسكان أرامكو رأس تنورة إلى ثلاثة أقسام:
أولاً: النجمة، لكبار الموظفين.
ثانياً: الروضة، للمتوسطين من الموظفين.
ثالثاً: السكن العام، لعامة العاملين، وهو الأكبر، وهو الذي يدير شؤونه الوطني. ويسمونه ""اللينات"" أيضاً من الكلمة الإنجليزية ""Lines"". يقول قريش "" السكن العام في أرامكو مرقم في شكل ""لينات"" ممتدّة، يتكون كل ""لين"" من اثنتي عشرة غرفة. وبالتالي يمكنك معرفة عنوان الغرفة من تحديد رقم ""اللين"" الذي هي فيه، ورقم الغرفة ثانياً. كما يمكنك معرفة ذلك من البطاقة التعريفية المحمولة للموظف: فاللون الأخضر للعامل العادي جداً، ويسكن في السكن العام. بعده يأتي اللون البرتقالي للمسؤولين، أمّا الأزرق فهو لكبار موظفي أرامكو، وهم من الأجانب"".

يوم عمل
قسم الوطني يومه إلى ثلاثة أقسام: الصباح في مكتبه، يبدأ بتوزيع العمال ويخرج مع بعضهم للملاحظة والتفتيش. ""هنا عليّ أن أدير ثمانيين عاملاً في مكتبي يقومون بطلعات تفتيشية لغرف الإسكان، ويعدّون لي التقارير. آخرون للصيانة: الكهرباء، النجارة، السباكة، الصباغة وهكذا. أما المساند لي من الإدارة العليا فهو أميركي. وفي المكتب يعمل لدي الشاب ""محمد"" من سيهات بالشرقية. لا أحد يدخل عليّ مكتبي من غير إذن محمد هذا"". العصر يتابع شؤون فريق ""التآلف"" لكرة القدم. ينزل للميدان يتفقد اللاعبين ويشرف عليهم. يقول الوطني ""قد تحدث بعض المشكلات بين اللاعبين خصوصا السودانيين على الرغم أنهم أفضل اللاعبين بين الجنسيات المختلفة مثل ""نور الدايم"". هل تذكر اللاعب البحريني""بهرام""؟ هذا ""نور الدايم"" أفضل منه بكثير. اللاعبون السعوديون غالباً ما أجعلهم للاحتياط لقلة الخبرة أمام السودانيين. كنت أدلل اللاعبين في فريقي حتى لا يغادروا إلى فريق آخر. والليل للدراسة. أعود لغرفتي في الساعة الثامنة مساء، أبدأ بتحضير كوب من قهوة ""النسكافيه"" أتفرغ للقراءة ومتابعة دروسي وواجباتي. أبدأ في الساعة الثامنة ولا أنتهي إلا عند الواحدة صباحاً. أعطي دروساً ميسرة في اللغة الانجليزية لمراحل محو الأمية والمراحل المتوسطة، وفي الوقت نفسه أتعلمها في مراحلها المتقدمة وأدرس الجبرا . كنت من المتفوقين دائماً. عند الغروب أخرج للمشي والملاحظة.

منذ أن مسكت الإسكان والعمل فيه على ما يرام، والنتائج جيدة. شهادة الشرطة والمسؤولين فيّ أيضاً جيدة. يقول قريش ""كنا مجموعة كبيرة يرأسنا الوطني لكننا لا نشعر أنّه رئسينا. هذه طريقة إدارته: أنا أعمل معك، أنا لست رئيسك فقط. لا يفرق بين الجنسيات ولا بين البدوي والحضري ولا بين السني والشيعي. كان شيئاً واضحاً في أرامكو رأس الخيمة. لم أر موظفا يشكو منه"".


الهوامش:
[1] الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود (15 يناير 1902 - 23 فبراير 1969)، ملك المملكة العربية السعودية من 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1953 إلى العام .1964 هو الابن الثاني من أبناء الملك عبدالعزيز الذكور. ولد في مدينة الكويت 15 يناير/ كانون الثاني 1902 وهي السنة نفسها التي سيطر فيها أبوه عبدالعزيز آل سعود على مدينة الرياض وانتزعها من آل رشيد متحركاً مع الأعضاء الآخرين لعائلة آل سعود وبعض من رجال القبائل من الكويت إلى الرياض. وقد شارك بدور في السياسة والحرب فيما بعد، وقام بإنشاء أول مجلس للوزراء في السعودية.
[2] السيد علي حبيب قريش، سعودي، يسكن في ""صفوى"". التحق بأرامكو في عام ,1953 وعمل في المستشفي الخاص بأرامكو رأس تنورة، ثم نقل في العام 1956 إلى قسم الترفيه ليعمل مساعداً لعبدالله الوطني. أسس مع رفاقه في أرامكو فريق ""صفوى"" لكرة القدم.


فـي الحلقة المقبلة:
- عبدالله الوطني.. حاله عند المبارايات.
- كيف نغري اللاعبين الجدد؟

نقلاً عن صحيفة الوقت (العدد 1156 الثلثاء 25 ربيع الثاني 1430 هـ - 21 أبريل 2009)
http://www.alwaqt.com/art.php?aid=160875

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م