إعتقال الأخ حسن أبو علي

في حوالي الحادية عشرة من صباح الخميس 14 مايو كانت عائلة حسن قد عرفت ان ابنها قد تم اعتقاله. كل فرد فيها عرف بطريقته ولكن احداً منهم لم يعرف عن طريق جهات الاعتقال نفسها وبصورة مباشرة. الاشخاص الذين اعتقلوا حسن كانوا مشغولين لدرجة عدم امتلاك نصف دقيقة للاتصال بعائلته واخبارهم بالأمر. ليس هذا فقط، بل انهم منعوه من الرد على هاتفه فيما كان افراد عائلته يحاولون الاتصال به منذ الصباح. أخيراً اتصل احد زملاء عمل حسن ليخبر والد حسن أن ابنه قد تم اعتقاله. الزوجة عرفت بطريقة أخرى، وفيما كانت عائدة للشقة لتبحث عن حسن فوجئت بالرجال المهمين جدا يرافقون حسن الى خارج الشقة، مصطحبين معهم جهاز الكومبيوتر الخاص به. هل كان معهم أمر رسمي لاحضار حسن؟ هل كان معهم رخصة لدخول شقة حسن وأخذ كومبيوتره ومجموعة اقراصه الالكترونية بكل ما فيها من صور خاصة وعائلية؟ الله وحده يعلم.
قالوا للزوجة المذعورة، ان حسن سيعود عصراً بعد التحقيق معه. جاء المساء ولم يجيء حسن. هكذا مرّ نهار يوم خميس طويل جدا، حسن غائب وراء أسوار مركز التحقيقات الجنائية والعائلة لا تعلم ولا نصف معلومة عن سبب الاعتقال.
عصراً، كانت الأم والأخت أمام بوابة التحقيقات الجنائية بالعدلية، يبحثون عن اجابات واضحة للذي يحدث. أين حسن بالضبط؟ لماذا هو معتقل؟ ما تهمته؟ والى متى سيستمر هذا التحقيق؟ لدهشتهم لم تكن ثمة اجابات. حتى هذا السؤال البسيط جدا: “هل حسن بالداخل؟” كانت اجابته التي تلقوها من حراس البوابة الحديدية: “لا نعرف.”! حقا من المدهش ان الجهاز الذي يعرف ماذا اكلت على العشاء قبل خمس سنوات ونثق به للقبض على النوايا الشريرة المناوئة للنظام وهي في ذهن صاحبها و قبل ان تتحول إلى أفعال، لا يستطيع ان يعرف اذا كان حسن موجود في مكتب التحقيقات ام لا.
بعد مراوغة طويلة ومع اصرار الأم على عدم المغادرة حتى تعرف شيئاً عن ابنها اتضح ان لديهم سجلات ويمكن البحث فيها (مذهل!) وهكذا بدأوا البحث عن اسم حسن في سجلات مجرمي الآداب والمخدرات وال وال .. ثم أخيراً وجدوا اسمه في سجلات الجرائم الإقتصادية. ما معنى الجرائم الاقتصادية؟ قال الحارس “غسيل اموال!”. كانت الدرر تتناثر في بعد عصر الخميس على بوابة التحقيقات الجنائية في العدلية.
بعد مزيد من اللي والعجن قرر الجهاز الذي لا يعرف ان يسمح بمكالمة هاتفية مع حسن سلمان. الله كان موجوداً على الطرف الآخر من الهاتف، مع حسن، حقاً. الهدوء الذي تحدث به حسن قال أن الله موجود معه، فيما يحاول أحدهم تلقين حسن ما عليه قوله. خلاصة القول وعدُ جديد بإطلاق سراح حسن في خلال ثلاث ساعات كحد أقصى (كانت الساعة الخامسة وقتها). لم يقل حسن ما تهمته، لم يكن مسموحاً له أن يقول، لماذا؟ أي رعب يكمن في أن تعرف عائلته ما تهمته، مبكراً؟
بعد ثلاث ساعات تم تحويل حسن على النيابة العامة، كانت الساعة التاسعة مساءً، وقت حرج لاصطياد محامي لكن الله على الطرف الآخر تمكن من اصطياد واحد رافق حسن في النيابة العامة طوال ساعات التحقيق التي امتدت حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
لم يعرف أحد من عائلة حسن ما تهمة حسن حقاً إلا بعد خروج المحامي من مكتب التحقيقات في جهاز النيابة العامة ليخبرهم أن حسن قد تم اصطياده ليكون الهدهد الذي سرّب أسرار بلقيس، بعبارة أخرى كانت تهمته المنتقاة: تسريب معلومات تخص جهاز الأمن الوطني
المصدر: http://freehasan.wordpress.com |