هل حافظت على الصوم حتى الموت

ليس الموت حالة عدمية فلماذا تستوحشون من الموت و تتصورون فيه العدم المناقض للوجود، ألستم مسلمين ومن أهل القرآن، فمن يخاف من الموت إنما هو من يكفر بالقران لأنه يعتبر الموت فناء .. يعتبره عدماً،  لذا فهو يخافه.. أما المؤمنون فلماذا يخافون الموت ؟ ..لماذا  إذا مات قريب لكم تجزعون  وتفزعون إلى هذا الحد فهل وصل إلى العدم  هذا كفر بالقران  و الأخبار فإن لم يكن قد بلغ العدم فما هذه الأمور التي تأتونها إذاً (أ هي لوعة فراق المحبوب .. فلا بأس )
 هذا الجسد كان أشبه بمركب يقود راكبه نفسه ثم انطلق عنه وغدا أكثر تحرراً كما يمثله الإمام الصادق بأنه كان طائراً في قفص انفتح بابه فأصبح طليقاً أو بعبارة أخرى : كان جوهرة  في صندوق أخرجت منه فبان تلألؤها
 يجب التصديق بأن الموت هو أول الوصال، هو أول التمتع بنعم الله و وعوده،  لقد صمتم  شهر رمضان المبارك عمركم  وحان الآن وقت الأجر، وأزف وقت  الاستمتاع بذخيرة العمر
 ما أن يولد أحد حتى يحلق الجميع حوله ويأخذون يتناقلونه من يدٍ إلى يد وهم  فرحون وينتهي به الطواف إلى المهد أو إلى حجر أمة
 بعد ذلك يهبك الله تعالى أنواع  النعم المادية البيت و المعاش المرأة و الولد وذلك حتى آخر يومٍ من العمر حيث يستعيد منك كل شيء ويخليك عرياناً كما ولدت إلا من كفن يستر عريك
 عليك عزيزي القارئ ان تسعا في هذا الشهر وتحصد كما يحصد المزارع ولكن أوصيك ان تزرع كل من الشجر التالي
 شجرة قراءة القران
شجرة حسن الخـلق
شجرة التـــصـــدق
شجرة الاحـــســان
شجرة كظم الغيـظ
شجرة الــــصــدق
  كان لأحدهم مخزن من تمر فأوصى الرسول (ص)  أن يوزع ما فيه على الفقراء بعد موته وبعد أن مات وبينما الرسول يوزع التمر سقطت حبة منه على الأرض فرفعها صلوات الله وسلامه عليه وقال: ( لو تصدق هذا الرجل بيده تمرة واحدة لكان خيراً مما تصدقته عنه)
 عزيزي القارئ  وأنت في هذا الشهر أعد جنتك البرزخية من قبل أن يدعوك الله إليه، انتفع بجسدك ومالك وقلبك آمن بالله وقم بالأعمال الصالحة بجسمك ومالك محبة آل محمد (ص) يجب أن تعد من هنا حتى  إذا حلت لحظة الموت وجاء علي(ع) للقائك كان لديك بالفعل شوق للقاء المحبوب فتسلم الروح باطمئنان وسعادة بعد أن تكون قد زهدت بكل شيء
 فيا أيها الصائم لقد قمت بعمل حسن فاحذر أن تفسده بالغيبة، لقد شيدت بنياناً فاحذر أن تفسده بالغيبة لقد شيدت بنياناً فاحذر أن تهدمه بالبهتان على مؤمن لأنك بذلك إنما تهدم بيتاً بنيته بصيامك في هذا الشهر المبارك.