قرية الديه .. يسمو نضالها المشروع بعلي

 كريم المحروس
8/10/2009م

الشاب "علي سعد" ابن منطقة الديه النشطة سياسيا، يراد له المثول أمام المحكمة حيث وجهت له النيابة العامة تهمة تدبير متفجرة محلية الصنع مع اثنين من زملائه ـ نرجو له الشفاء والعون من الله العلي القدير ـ قِسْتُ به أبناء جيل مرحلة نضالنا الشبابية خارج دائرة القياس المحرم عند طائفتنا الشيعية فلمست فيه روحا شبابية طلائعية متميزة تختلف اختلافا كبيرا عما كنا عليه في مرحل نضال السبعينات.

له وعي تام بالمحيط الاجتماعي والثقافي وتفاعلاته السياسية. وله دراية بآخر تطورات الخلاف الدستوري بين مدرجات قاعة البرلمان ومراتب الخلاف بين الجماعات المعارضة بمختلف ألوانها التي يحلو للبعض تسميتها بـ"ألوان الطيف" البحراني . وله معرفة بالنواقص التي تعتري البرنامج السياسي عند المدافعين عن دينهم ووطنيتهم. وله إدراك تفصيلي للحلول التي يتوجب على سلطات البحرين اتباعها لحل الأزمة السياسية والأمنية الخانقة في جزيرتنا. وله متابعة مستفيضة بتحولات سلوك "اليقطنة" عند من صرفتهم رغباتهم الشخصية أو أوهام العظمة عن الأداء الأمثل لنصرة قضايا وطنهم في مختلف المجالات الدينية والاجتماعية والسياسية.

دنوت منه وكلي أمل في أن أسعفه ببعض كلمات أستقيها من وحي حماسة تجربتنا النضالية وأرجو بها بقاءه على الجادة التي نذر مهجته لها ووطّن نفسه وشبابه للسير على خطى رعيلها الأول في سيرة رسالة نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) بلا استسلام للبلاء أو لوسوسة ترفع عنده مستوى الإحباط والأسى على ما فرطت الأيام وحوادثها في جسده؛ وإذا بي أفاجئ بشباب لم أعهد مثيلا له من قبل في مرحلة جيلنا، فبَطَلَ عند تلك اللحظة العاطفية قياسي فخاب مثلما خاب قياس أبى حنيفة عند اطلاعه على منهج الإمام الصادق(عليه السلام) الفقهي.

وجدت نفسي قريبا من شباب عظيم يجمع في ذاته طاقة نضالية واعية غير محدودة .. شاب تختزن ذاته طاقة نضالية جبارة تتفاعل من أجل خير بلده ودينه ويحرص كل الحرص على ألا يصرف منها شيئا إلا عند الاستجابة لنداء خالقه وشريعته .. شاب تختزن ذاته طاقة نضالية مؤمنة بقدر الله تعالى قبل حادث التفجير ومن بعده كذلك .. شاب تختزن ذاته طاقة نضالية تستجيب برحابة صدر لحدود اللحظة الراهنة التي كُتبت له ولا تأبه لما فات .. شاب تختزن ذاته طاقة نضالية تتعاطى مع المحيط الاجتماعي ببصيرة نافذة ولا تهتم بتقلب الأيام، فإن أقبلت أو أدبرت فإنها تقضي هذه الحياة الدنيا وكل الجزاء الحسن عند الله تعالى محتسب.

لم يكن لي من سبيل أمام هذا الشاب المتميز إلا المبالغة في الإنحاء تعظيما لأهل البيت (عليهم السلام) الذين حفظوا لهذا الشاب ولنا الذروة في الجمع بين العزة والكرامة وأهدونا بهما سبل النجاة وعلمونا من أجلهما أن نقيم القيم ونسموا بها ونتميز وإن تطلب ذلك منا نقصا في أعز ما نملك .

حبستُ له الأنفاس وأنصت لكلماته بخشوع كيما يتسنى لي استراق شيء من طاقته النضالية حتى أمضي وأقضي بها بواقي الأيام مشاركا قرية الديه موقفها السياسي المشروع.