قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
لماذا أخفق الجمري في استيعاب الإخوان والسلف؟!
- 2009/11/23 - [الزيارات : 5242]

 لماذا أخفق الجمري في استيعاب الإخوان والسلف؟!

 

كريم المحروس

23/11/2009 م

 الحاج عبد الرحمن يشترك مع جدي الحاج علي )رحمه الله تعالى) في الانتساب للجيل البحراني القديم الموصوف بانفتاح اجتماعي متميز، ومستقر على قدر كبير من التعصب للرموز المذهبية في مفارقة لم تتحقق من قبل في عصرنا الحديث بين بلاد التعدد الاجتماعي المذهبي .

 الحاج عبد الرحمن متبع للمذهب المالكي حيث يرى فيه إبراء للذمة بقدر ما اطلع فيه من معارف كانت متاحة في الحي الذي ضم ذكريات طفولته وشبابه وأعانه على الاستغراق في صرف أوان شيخوخته، شأنه في ذلك شأن كل أتباع المذاهب الأخرى الأوائل منذ ما قبل وفود الإخوان والسلفية الوهابية كاتجاهين مسيسين على جزيرتنا.. كان رفيقا صادقا لجدي الحاج علي الذي ميزته في طفولتي كأكبر اللعّانين لصحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) الذين ثبت بالقطع نفاقهم، وتآمرهم، ولم يحد أحد منهم عن الاعتراف بالكفر سرا حتى ساعة موته.. وفي المقابل يبدو الرفيق عبد الرحمن مترحما ومترضيا بلا حدود عن الصحابة كلهم بلا استثناء تعبدا بما أملته عليه سيرة مالك بن انس.

 كلما وجد جدي في عبد الرحمن عملا خيّرا في السيرة التفاعلية اليومية؛ قال فيه: "عبد الرحمن خوش رجال"، ملتزم ، خدوم ، طيب، شهم، إخلاقه رفيعة ، لكنه بلا شك "بروح النار" لأنه بلا ولاية لعلي (عليه السلام)! .. وكلما وقف عبد الرحمن على موقف خيّر لجدي ؛ قال فيه: البحراني "خوش ريال" ،مكافح، خلقه وذوقه طيب لطيف، ألفاظ هدرته قرآنية ، يخلص لرفاقه وأنا منهم، ولكن "بروح النار" لأنه لعّان للصحابة ولا ينفك يطعن فيهم بصريح عباراته!.. كلاهما يعرف عن رفيقه الآخر ما يسر وما يعلن. ولكن أهالي فريق سوق "المقاصيص" يفقهون جيدا أنهما مثال الصحبة الإنسانية في حي سوق "المقاصيص"، ونادرا ما يجدون "منجرة" جدي خالية من جلسة القرفصاء لعبد الرحمن الذي أنهكته أمراض الشيخوخة.

 ونحن أهل بيت الحاج علي المحروس، لم يحدث يوما أن سمعت عن جدي إعراضا عن أي ضرورة شيعية آمن بها من قبل، ولا تراجعا عن رؤية شيعية في التاريخ والعقيدة والفقه، ولو من أجل ترسيخ أواصر الصحبة مع عبد الرحمن وغيره من رواد منجرة سوق "المقاصيص"..  بل على العكس من ذلك، وجدنا في صحبته لعبد الرحمن حافزا لاقترابه من مصادر التشيع المعتبرة وزيادة في التواضع لكسب معارفها بحصافة، حتى اشتهر في حي "النعيم" بين أبناء جيل والدي أن جدي كان المتصدي الأول لمهمة إقناع السيد هاشم الطويل (رحمه الله) للتفقه في الدين وكسب معارفه من خلال الانتساب لمدرسة الشيخ باقر العصفور(رحمه الله) بعدما لمس جدي ونظراؤه من المؤمنين ضعفا علميا وضحالة في معارف عالم دين نعيمي آخر خضع لمهمة التحالف مع اتباع مذهب آخر على أسس سياسية موجبة لتجميد مواضع الخلاف المذهبي العقدي والتاريخي. 

 

 

  ومن خلال هذه الحال التطبيقية التي كانت سائدة في مناطق البحرين يخلص إلى أن التمسك بما يؤمن به الفرد في الشأن الديني السليم لم يكن عاملا وجيها للتحريض على صناعة العزلة الوطنية أو التطرف في السلوك الاجتماعي مطلقا حتى نتأول فندعو أنفسنا أو نتهافت أو نتدافع إلى إحياء فكرتي "إعادة كتابة التاريخ" و"التقريب بين المذاهب" اللتين فُضِحت مقاصدهما ، وبطل فِعلهما، وخابت رؤية أصحابهما في كشف الواقع وعلاقته العضوية بالصيرورة التاريخية.

 ولو قرأنا مجتمعي المدينة ومكة قراءة مجردة من مخلفات الجاهلية وعصبياتها لاكتشفناهما مجتمعا مؤلفا من الخلطاء لم يبغ منهم أحدٌ ما لم يكن في نفسه كافرا أو منافقا متحيزا لأطماع سياسية. وفي دائرة هذه القراءة سنعي أن جزيرتنا لم تسجل حادثة طائفية واحدة كان تمسك المواطنين بمذاهبهم أو ولوجهم بطون أصولها والتصريح بما يعتقدون ويؤمنون - سببا ظاهرا في اشتعال هذه الحادثة أو اشتداد أوارها. وكل ما سجل حتى الآن من معطيات ظاهرة في التطرف الطائفي كان بغيا صريحا بسؤال نعاج المنافقين أو المتحيزين لفئتهم إلى نعاج المواطنين البحرانيين ذوي الأصالة والحس الإنساني اللطيف. ولو كان الأمر على غير منوال ذلك لشككنا في طائفة الصوفية التي كانت سائدة بسلام ظاهر بين اتباع المذاهب الخمسة حتى عقد الخمسينات من القرن الماضي كما كنا نشك في سلفية القاضي الشيخ قاسم المهزع.      

 حتى الآن، لا تخيفنا التحالفات السرية والعلنية المشبوهة التي تنتهجها رموز بعض الجمعيات السلفية والاخوانية مع بعض عناصر القدرة والهيمنة في جزيرتنا بصفتها المحرض المذهبي الجلي تمثلا وإنجازا، بل ولأنها تمثل البغي في السياسة الطائفية حيث تحمل في جعبتها صبغة التمرد على الأصول وترنو إلى التأويل الوحشي للنص الديني والحوادث التاريخية لصالح دوافع خاصة لا صلة لها بالمذهبية المجردة.. من هنا كانت شراكتها في صناعة ظاهرة التجنيس السياسي سيئة الصيت واحدة من أبرز نتائج ذاك التحالف الحرام.

 إن لشيعة البحرين من الأسباب الجمة ما يدعوهم للاطمئنان دائما كلما تداعت السياسة على حقوقهم الوطنية في جزيرتهم. فالتشيع له جذور وحجج راسخة ليست مرهونة أبدا بالوجود الشيعي في البحرين أو أي بقعة أخرى من بقاع العالم.. وقد تنال السياسة الطائفية طرفا من الشيعة ولكنها لن تفلح في ترسيخ قدم المذاهب الأخرى على هذه الجزيرة طالما كانت منطلقات الطائفية هذه متجسدة في مصالح سياسية وإن أسقطت على أصول مذهبية.

 ولو أن إضعاف الدور الشيعي سياسيا واجتماعيا وثقافيا من خلال تلك التحالفات السياسية الحرام يكفي لتحقيق المكسب المذهبي الأكبر المتمثل في الانفراد بحكم جزيرتنا وما عليها؛ لدام حكم البلاد الإسلامية كلها ولدانت للمذاهب الأربعة والسلفية واستقرت منذ حروب "الردة" و" الأمويين" و"العباسيين" و"السلاجقة" و"العثمانيين" و"القاجاريين"، مرورا بتفاعلات حروب التتار والصليبيين، وانتهاء بالدور الطائفي المخزي للوهابية في أفغانستان والعراق والخليج والشمال الأفريقي.

 المذهبية العلمية لا تشكل خطرا وعامل انفصام سياسي بين الشيعة واتباع المذاهب والسلفية مطلقا ، ولكن التلبس بالمذهبية من أجل صناعة البعد السياسي الطائفي هو الخطر الداهم في جزيرتنا .. ماذا سنجني لو أن كل قادة المذاهب اجتمعوا على تبني مبدأي التقريب وصياغة الرؤى التاريخية والعقدية في سبيل تكريس مبادئ الوحدة الوطنية الاجتماعية في البلاد!..مثل هذا الاجتماع يثير في عموم الناس الحماسة لوضع حد للتباين المذهبي العنيف .. أظن بأن الاجتماع على المذهبية العلمية الداعية إلى التمسك بالموروث الثقافي والفكري، والانفتاح بروح رياضية على نوادي الحوار الحضاري المثمر ، إلى جانب نبذ الطائفية السياسية الانتهازية، هو الحل الذي تتقبله العقول الكبيرة وأذهان الراسخين في العلم. وعند ذلك لا ظهور لخشية عند أحد منهم من نمو مذهب نتيجة تمسك اتباعه بحجج ومناهج علمية وثقافية صريحة ، ولا خوف من ضمور آخر نتيجة ضعف حججه وانكشاف تكلفه في صنع الأصول، كما لا رهبة من تصريح أصحاب المذاهب على ملا عام بانتماءاتهم المذهبية وبما يعتقدون من موقف مناهض لهذا الصحابي أو ذاك.

 من هنا نتفهم: أن انحسار رموز الأخوان والسلف عن حركة الشيخ عبد الأمير الجمري في ظروف أمنية حرجة كانت تعيشها البلاد عند منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي- ليس إلا انتكاسة منفردة جاءت علتها صريحة في بغية القفز السياسي على حقائق الانتماء المذهبي لا القبول بالحقائق المذهبية كحد علمي جامع مانع من الفرقة السياسية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م