قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
الجزء (1-5)..مناوشات بحرانية لعشاق الكشف والشهود في مناهج الحوزة الدينية (تحديات التجارب الإصلاحية في مناهج الدراسات الدينية)
الأستاذ كريم عيسى المحروس - 2006/03/22 - [الزيارات : 5740]

 

مناوشات بحرانية لعشاق الكشف والشهود في مناهج الحوزة الدينية

(1-5) تحديات التجارب الإصلاحية في مناهج الدراسات الدينية

 

بذل رواد الإصلاح جهودا جبارة لزرع الثقة في كيان المؤسسة التعليمية الدينية ، وذلك عبر ممارسة منهج التحقيق والبحث في المميزات الثقافية ونتاجها على مستوى بعث قوى الذات وحثها على بناء الأسس الإنسانية الحضارية وشحذ الذاكرة وحثها على تصور قوى البناء خلال مراحل الصراع التي نشبت أثناء مجيء التتار والمغول وما تبع ذلك من مخلفات الدمار والقتل ، واستطاع المجتمع المسلم على قلة إمكانياته المادية أن يدافع بما كان ثقة في رصيده الفكري الحضاري ليحقق في نهاية الأمر الالتفاف على المغول وضمهم إلى الإسلام . 

 

وقد تميز المصلحون في عصرنا الحديث من خلال عقد مقارنات تاريخية بين حركة الاستعمار والتحول الإسلامي نحو الاستقلال ، وراحوا يبددون ما تباهت به أوروبا من فكر وتحول مدني تاريخي ، وابرزوا مكامن القوة في النص الديني ونتائجه الحضارية إذا ما تمسك المسلمون به وأخذوا بمبادئه في أوساطهم . فقوة أوروبا لم تكن كامنة في فكرها ومدنيتها ، وإنما كان الضعف وفقد الثقة في الذات جعل من بلاد المسلمين قطبا أدارت أوروبا عليه رحى مصالحها ومقاصدها الاستعمارية .

 

وتدارس بعض المصلحين المراحل التاريخية التي كانت سببا حقيقيا في ضعف المسلمين وتراجعهم منذ الانقلاب على رسالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولم يغفلوا الأثر السلبي الكبير والخطير الذي ولدته حملات الصليبين على ثقافة الأمة وجمودها برغم فشل الصليبين في بناء ثقافة خاصة في الوسط الإسلامي بعد الرفض الإسلامي المطلق لهم ،  فكانت حروبهم دينية وليس أبعد من ذلك . لكن حروب الأيوبيين وتعاقبهم على الحكم بالوراثة على طريقة الأمويين حتى مجيء عهد السلطنة العثمانية قد ولد رؤى إصلاحية جديدة حاكمت قوى الانقلاب الأول بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأرجعت الفوضى اللاحقة كلها إلى هذا الانقلاب . ونهض المصلحون في عصرنا الحديث ليبدون رؤاهم بشكل أخص في الوضع العام ، فكانوا يرون أن من الأليق أن يقال: "أن ابتداء ضعف المسلمين كان من يوم ظهور الآراء الباطلة والعقائد النتشرية "الدهرية" في صورة الدين ، وسريان هذه السموم في نفوس أهل الدين الإسلامي ، وليس بخاف أن فئة ظهرت في الأيام الأخيرة ببعض البلاد الشرقية ، وأراقت دماء غزيرة ، وفتكت بأرواح عزيزة ، تحت اسم لا يبعد عن أسماء من تقدمها لمثل مشربها ، وإنما التقطت شيئا من نفايات ما ترك دهريو "الموت" وطبيعيو "كردكوه" وتعليمها نموذج تعليم أولئك الباطنيين . فعلينا أن ننظر ما يكون من آثار بدعها في الأمة التي ظهرت بها"1.

 

ووفدت في نهاية القرن التاسع عشر حزم كبيرة من الأفكار والثقافات حسبها الكثير من المسلمين لبا لحضارة وثقافة قادمة بديلة عن واقع الثقافة الإسلامية المتدهورة ، وهنا كمن هذا الخطر الذي كشفه مصلحو القرن التاسع عشر في وقت متأخر . وبهذا الإدراك كانت مهمتهم اللاحقة صعبة وشاقة للغاية ، لكن نبض التقاليد والعادات والأعراف الموروثة عن التاريخ الإسلامي ظل على انتظامه ونقائه وصفائه ، ما أعان المصلحين في أداء مهامهم الإصلاحية إلى جانب جهود المؤسسات التعليمية الدينية ودورها الأهم في المحافظة على النص الديني ومؤلفاته وتراثه وكل نتاج الجمع بين التراث الثقافي والعلمي للأجيال القديمة ، على الرغم من استمرار هذه المؤسسة التعليمية في تداول مناهج ووسائل الأقدمين . 

 

وكانت وسيلة الغرب في بث تلك الحزم من الأفكار قد أنشبت أظفارها وثبتت بعض قواعدها لكونها ميزت نقاط الضعف الكبرى في المجتمع المسلم ، وكانت الثقافة الجامدة التي رسمتها وصاغتها وقائع النظام السياسي العثماني بعد تحولها إلى مجتمع حربي بعيد عن وقائع الأصالة والحداثة معا السبب الأساس في عزل المؤسسات التعليمية الدينية عن مجتمعها ومنعها من أداء أدوارها على الوجه الأكمل وإشغالها بمنافسات طائفية على وظائف السلطنة . وفوق كل ذلك شدت السلطنة المجتمعات الإسلامية من ورائها إلى الدعة والقبول بوقائع الأمور ، لكن المجتمعات ظلت على شيء من تمسكها واحترامها لمنابع العلم وكسبته واستمرت في رفدها للمؤسسات التعليمية الدينية بما كان يعوزها من مال وعنصر بشري ، فكان ذلك من أهم العوامل التي حافظت على شعلة النص الديني مضيئة في هذه المؤسسات المهمة التي انبثقت عن أنوارها أولى علامات النهضة العلمية الحديثة المنادية بمحاربة الجهل والجمود الفكري والضعف النفسي .

 

من هنا كانت وسيلة الغرب للنفوذ إلى العمق الجغرافي والفكري لبلاد المسلمين هي اختراق هذه المؤسسة التعليمية الدينية أو تحطيمها عبر نصب العداء لها وخلق البديل التعليمي المدني المنافس لها . "ولم يجدوا وسيلة أنجح في زرع بذور الفساد في النفوس ، من وسيلة التعليم ، أما بإنشاء المدارس تحت ستار نشر المعارف ، أو بالدخول في سلك المعلمين في مدارس غيرهم ، ليقرروا أصولهم في أذهان الأطفال ، وهم في طور السذاجة ، فتنتقش بها مداركهم بالتدرج . فمن أولئك الدهريين من همه بناء المدارس ، ودعوة الناس إليها"2.

 

وعندما نمت درجة بسيطة من الوعي بين أروقة المؤسسة التعليمية الدينية بحقيقة البدائل التعليمية ومناهجها المبنية على وسائل متمدنة ومتطورة ؛ كان الأثر السلبي على الثقة بين الفئات الاجتماعية الدينية قد امتد إلى قدرات الذات والشخصية الاعتبارية لهذه المؤسسة التعليمية ، وكان للسلطة و نفوذها دور كبير على عهد السلطان عبد الحميد الثاني في عزل المؤسسة التعليمية الدينية عن هذه الفئات الاجتماعية ، وأطلق السلطان عبد الحميد لرجال الدين الرسميين المتزمتين صلاحيات واسعة وقرب شيخ الإسلام وأعطاه صلاحية مفتي سلطاني يظهر من الفتوى ما يستبيح بها أعراض المسلمين في العراق ومصر وأقطار إسلامية أخرى . عندها أدرك المدركون ضرورة قيام تحول حقيقي في الفكر الديني قبل الشروع في دخول مرحلة الصراع السياسي . ويظهر أن هذه المرحلة كانت حرجة للغاية وتطلبت جهدا نوعيا متحضرا أيضا.

 

وظهرت ما بين الجزيرة العربية ومصر جهود إصلاحية اختلفت في الأهداف نتيجة للوضع الجغرافي والمذهبي وتباين الظروف ومستوى فرص الإطلاع على مضامين نهضة الغرب وتطوره العلمي . وكانت للرؤية الحديثة والمعاصرة للنص الديني ومصادره ودرجة الإحاطة بالتراث الاجتماعي والطائفي دور كبير في صوغ أذهان بعض رموز هذه الجهود الإصلاحية . فالحركة السلفية التي تزعمها محمد بن عبد الوهاب في السعودية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كانت منزوية عن المجريات العلمية لعالم الغرب ، وكانت عبارة عن رد فعل عنيف مناهض للغرب بلا إحاطة تامة بشؤونه وخصوصياته ، يضاف إلى ذلك أن هذه الحركة انغلقت تماما على عدد ملتقط خاص من النصوص الدينية بدعوى تخليص الدين من الشوائب التي علقت به . بينما كانت نهضة محمد علي باشا في مصر ومن خلفه بعض رجال الأزهر كالشيخ رفاعة الطهطاوي على خلاف مسيرة الحركة الوهابية السلفية . فقد تفاعلوا مع العطاء العلمي وحضارة الغرب ، ودخلوا في بعثات توزعت على بعض بلاد أوروبا ، لكنهم ظلوا على مستوى ثابت من رفض فكرة ومنهج الاستعمار وهم الذين خرجوا للتو من محنة الحملات الفرنسية على بلادهم . وقد تعرف محمد علي باشا على نهضة الغرب بينما كان محمد بن عبد الوهاب مغمورا في صحارى الجزيرة العربية ومنشدا إلى متون تحريضية طائفية لا أصالة فيها جرته إلى القول بالتجديد تأسيسا على مبدأ محاربة البدع على المنهج الطائفي لابن تيمية .

 

ومن خلال الآثار التي تركتها الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت اعتمد محمد علي باشا بعد صعوده سدة السلطة في مصر سنة (1805م) على دعائم نهضة إصلاحية مستفيدة من بعض نتائج الحملة الفرنسية على الصعيد الثقافي ؛ كانت خطواتها الأولى تقرير برنامج علمي مؤسس على النقل عن الغرب حيث شرعت مصر آنذاك في ترجمة الكثير من الكتب في مختلف العلوم والفنون إلى اللغة العربية ، ثم شرع محمد علي في إرسال بعثات شابة إلى أوروبا للدراسة ولنقل خبرات الغرب في مجالات الإدارة والتنظيم والعلوم تمهيدا لتطعيم الدولة بالكادر المتنور في المؤسسات التعليمية على وجه الخصوص . وكانت بعثته الأولى قد توجهت في عام (1826م) إلى فرنسا بزعامة الشيخ رفاعة الطهطاوي لمدة خمس سنوات ، ثم ولت البعثات وجهها صوب كل من ايطاليا في سنة (1809م( ثم انجلترا والنمسا ، وكان آخرها في سنة (1848م) . وبذلك كان الأزهر الشريف قريبا جدا من حركة الإصلاح وبمشاركة من الطهطاوي وأستاذه الشيخ حسن العطار . 

 

ويقول الشيخ الإبراهيمي أحد مصلحي الجزائر مصورا حقيقة حركة الإصلاح وغاياتها: "إننا نقارن يومنا بأمسنا وطورا بطور ، فإن زدنا فجيلا بجيل وحالا بحال . فقد خلقنا كلنا بهذا الوطن فوجدنا علما لا نشك في أنه مأخوذ من علم كان قبله بصورته أو بما يقرب منها قوة أو ضعفا . ووجدنا علماء لا نشك في أنهم أخذوا عن علماء كانوا قبلهم مثلهم أو على مقربة منهم . لا نشك في هذا وإن كنا نعلم أن طريقة السلف في التزام السند العلمي واعتباره جزءا من العلم قد اندثر من أيام بجاية ، وأن الحال لم يزل على ذلك إلى أن هبت على هذا الوطن نفحة من نفحات الله في هذا العهد الأخير . فأصبح كتاب الله يدرس بكيفية حية مثمرة وعلى أساس أنها هداية عامة لجميع البشر ، وأنه حجة الله البالغة على خلقه في كل زمان وفي كل مكان ، وأصبحت سنة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) تدرس من أصولها الصحيحة ، وبين فيها وفي كتاب الله مقارنة الحكمة للحكم والدليل للمدلول والعلم للعمل , وأصبحت العربية تدرس بكيفية تؤدي إلى تحصيل الملكة القيمة والذوق الصحيح ، وأنتجت لنا هذه الدراسة شعراء نفاخر بهم ، وكتبا وخطباء ، وأصبح الشعر والكتابة والخطابة أدوات تقدم وسائل حياة لهذه الأمة . فإذا قارنا الآن فلنقارن حالنا قبل هذه النهضة بحالنا الآن ونحن في عنفوانها لنعلم أي مدى بلغنا والى أية مرتبة وصلنا ، وليكون ذلك حافزا لنا إلى التقدم ولنأنس بذلك كما يأنس المسافر حينما يقطع مرحلة من مراحل السفر"3.

 

من هنا لم تخل تلك التجارب الحديثة من وجود تحديات كبيرة ، إلا أنها استطاعت مجاوزتها للوصول إلى مستوى يؤهلها لصناعة تجاربها الكبيرة الخاصة التي مكنتها من الاستمرار في تطوير مناهج التعليم ووسائله وطرقه . وكان من بين تلك  التحديات التي واجهت جهود الإصلاح في العصر الحديث وتركت آثارها على المؤسسة التعليمية الدينية: تحديات جرت في الوسط المجتمعي نفسه ، وتحديات كان سببها الاستعمار ونظامه التبعي ، وتحديات جرت في ذات المؤسسة التعليمية الدينية ونظامها التقليدي . وفي المقابل جاءت جهود الإصلاح متنوعة وبطرق مختلفة المنهج والأسلوب في إطار هدف سامي غايته إخراج الأمة من تخلفها ومواجهة الاستعمار وأنظمته المتخلفة وإصلاح منابع العلم والفكر والثقافة ومؤسساتها .  

 

ولو أرادنا عقد مقارنة بين موقف الداعين للمحافظة على منهج التعليم التقليدي القديم والعاملين على مبدأ الإصلاح والتجديد والتطوير في المناهج والمادة العلمية إضافة إلى أهداف ووظائف التعليم في المؤسسة التعليمية الدينية لوجدنا أن هناك تحولا كبيرا جدا . فالمحافظون أصبحوا بأقل حدة في مواقفهم من سابق عهدهم في الضد من دعاة الإصلاح والتجديد والتطوير .

 

وربما أصبح أمر الإصلاح والتطوير والتجديد أمرا واقعا لا مفر منه في ظل التحديات التي ولدتها وسائل الاتصال وانفتاح المؤسسة التعليمية الدينية على مختلف الثقافات العالمية إضافة إلى الابتلاء السياسي الذي أوجب على المؤسسة التعليمية إعادة النظر فيه وفي مسألة المشاركة في العمل السياسي معارضة أو نظاما . لكن جهود الإصلاح والتجديد لم تستطع استغلال هذه الفرص وذلك لقلة الإمكانيات المادية وعدم توافر الكادر العلمي القادر على صناعة البدائل التعليمية الجديدة.

 

من هنا جاءت بعض محاولات الإصلاح والتجديد متصلة بالمعطى العلمي القديم من جهة محتوى المادة وأساليبها إلا في بعض صور منهجها وتنظيمها لكون المجدد أو المصلح يرى نفسه بحاجة إلى مؤسسة تعينه في مشروعه الإصلاحي التجديدي ، وهذا مما لم يكن متوافرا . لذلك جاءت مثل هذه الجهود فردية اتخذت لها صبغة مست الهيكل العام للمادة ذاتها وأساليب عرضها وكأن التجديد والإصلاح قد اتخذ منحى رفع التعقيد اللفظي في المؤلفات القديمة وإخراجه عن دائرة الإيجاز في العبارة مع اختصار بعض المباحث والتوسع في أخرى والتدرج في عرض بعض المباحث وفق نسق علمي آخذ في الاعتبار ذهنية الطالب ومدى استيعابه للمادة وقواعدها .

 

وقررت في ذلك عدة مؤلفات في مواد الأصول الفلسفية وعلم الكلام واللغة ، كان من بينها: كتابا (أصول الفقه) و(المنطق) للشيخ محمد رضا المظفر ، وكتاب (دروس في علم أصول الفقه) للسيد محمد باقر الصدر ، وكتابا (بداية الحكمة) و(نهاية الحكمة) للسيد الطباطبائي ، وكتب (شرح المنظومة) و(الأصول) و(القول السديد) وسلسلة مؤلفة من عشرة كتب سميت بالـ (المقدمات) كل كتاب منها في مادة معينة للمرجع السيد محمد الشيرازي ، وكتاب (الاشتقاق) للسيد حسن الشيرازي ، وكتاب (الموجز في المنطق) للمرجع السيد صادق الشيرازي ، وكتابا (العرفان الإسلامي) و(المنطق الإسلامي) للمرجع السيد محمد تقي المدرسي ، و(الأصول العامة للفقه المقارن) للسيد محمد تقي الحكيم ، بالإضافة إلى عدد من مؤلفات الشيخ د . عبد الهادي الفضلي.

 

وإلى جانب نظام الدراسة ومنهجه القديم أدخلت المؤسسة التعليمية في قم المقدسة ولبنان نظام التدرج في الفصول والتخصصات التي يتبعها نظام الامتحانات لتقدير مستوى الطالب بشهادات علمية تعطى له وتعادل بشهادات بعض الجامعات العلمية المدنية . بينما لم تدخل المؤسسة التعليمية العريقة كالنجف الأشرف وكربلاء المقدسة هذا المضمار حتى نهاية القرن الماضي ، وذلك بعد توقف هذه المؤسسة عن عطائها العلمي بشكله المستقر على مدى خمسة وثلاثين عاما تسلم خلالها حزب البعث مقاليد السلطة في العراق ، لكن بعض المؤسسات التعليمية على المستوى الجامعي والحوزوي أنشئت في سوريا والكويت وقم المقدسة وبريطانيا وبعض دول أفريقيا والهند على يد خريجي النجف وكربلاء وشكلت امتداد للمؤسسة التعليمية في النجف وكربلاء واتخذت طابعا تجديديا وإصلاحيا في مناهج الدراسات الدينية ، واعتمدت نظام الامتحانات والتدرج التعليمي إلى جانب النظام التقليدي الحر بشكليه المنفتح والمحافظ . بينما بقيت مدارس دينية في بلاد أخرى كالبحرين والمنطقة الشرقية في السعودية على نمطها التقليدي الجامد بانتظار عودة المؤسسة التعليمية الأم في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة إلى مجدهما التعليمي .

 

المصادر

----------

1-الثائر الإسلامي جمال الدين الأفغاني . ص 165-167

2- المصدر السابق .ص171

3- المصدر السابق .  ص180

 

 

 

 

 

 

 

 

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م